التعليم في فلسطين وبرتقال يافا: من كتاب طريق الوهم عيسى فريد مصلح
من كتاب طريق الوهم بين الخلاص اليهودي والنكبة الفلسطينية عيسى فريد مصلح
يُعدّ التعليم جانبًا أساسيًا من الحياة الفلسطينية، ويتميز بالتزام عميق بالبحث العلمي والتقدم الأكاديمي.
• تتميز فلسطين بأعلى نسبة من المتعلمين بين الدول العربية وفقًا للمعايير الإقليمية والدولية، وذلك حسب تقييمات مؤسسة فانك الهولندية غير الربحية (Fanack, 2011).
• أفاد معهد اليونسكو للإحصاء (UIS) بأن نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة بين الفلسطينيين في عام 2019 بلغت 99.3% للفئة العمرية من 15 إلى 24 عامًا، و97.4% للفئة العمرية من 15 إلى 64 عامًا (UIS, 2021).
• قبل النكبة، كان لدى فلسطين نظام تعليمي قوي؛ ففي عام 1946، كان هناك 504 مدارس حكومية تخدم نحو 80,000 طالب، إلى جانب 182 مدرسة خاصة تضم 24,234 طالبًا.
• تحسنت معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة بشكل كبير، حيث وصلت إلى حوالي 50% من السكان بحلول عام 1948، مقارنةً بنسبة 2% فقط في مطلع القرن العشرين.
• كما احتضنت فلسطين عددًا من مؤسسات التعليم العالي والجامعات، مثل الكلية العربية في القدس، وجامعة النجاح الوطنية، وجامعة بيرزيت، والتي قدمت مجموعة متنوعة من الدبلومات الأكاديمية والتجارية.
• جميع هذه المؤسسات التعليمية تأسست خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي.
• علاوة على ذلك، سعى العديد من الشباب الفلسطينيين إلى التعليم العالي في الخارج، وبرزوا كمهندسين وأطباء ومعلمين.
• على الرغم من القيود الاستعمارية البريطانية، ازدهر التعليم، حيث بلغ عدد المعلمين في فلسطين أكثر من 2,000 معلم خلال عامي 1945-1946، كما ظلّ المثقفون الفلسطينيون نشطين في مجالات الأدب والسياسة والثقافة.
الاقتصاد الفلسطيني قبل النكبة
• ازدهر الاقتصاد الفلسطيني على الزراعة والتجارة، حيث لعبت صادرات الحمضيات، وخاصة برتقال يافا، دورًا محوريًا.
• قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، كانت فلسطين تتمتع بقطاعات صناعية وتجارية متطورة، مما جعلها من أهم منتجي الحمضيات.
• تم تصدير برتقال يافا إلى دول مثل إنجلترا وفرنسا والدول العربية منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.
• بحلول الثلاثينيات من القرن العشرين، شكّل قطاع الحمضيات 80% من إجمالي الصادرات الفلسطينية، حيث كان أسلوب الزراعة والتقنيات المتقدمة التي استخدمها الفلاحون الفلسطينيون تضاهي المعايير الأوروبية في ذلك الوقت.
• في هذا السياق، يدّعي الإسرائيليون أنهم هم من طوروا زراعة البرتقال في فلسطين، لكن الحقيقة أن الحمضيات الفلسطينية كانت تُصدَّر إلى الدول العربية وأوروبا قبل 90 عامًا من قيام إسرائيل.
• الدليل القاطع على زيف هذا الادعاء هو أن زراعة البرتقال في فلسطين تضررت بشدة بعد نكبة 1948، وذلك عندما تم تهجير الفلاحين الفلسطينيين من أراضيهم، ففقدت زراعة البرتقال الأيدي الفلسطينية الماهرة.
• لم يتمكن المستوطنون اليهود الجدد من الحفاظ على هذه الزراعة، بسبب افتقارهم إلى المهارات الزراعية اللازمة للعناية بأشجار البرتقال.